ذكاء اصطناعيدارة نيوز

Deep Seek طريق المجرمين السيبرانين لسرقة بياناتك

       كتب: دارة نيوز


انتشر تطبيق Deep Seek بسرعة لم يتوقعها أكبر خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن سرعان ما اكتشف خبراء كاسبرسكي نشاطات احتيالية مرتبطة به من خلال تسجيل الحسابات على التطبيق والموقع الإلكتروني التابعين للشركة، حيث تفشل العديد من عمليات التسجيل حالياً، ما يمكن المجرمين السيبرانيين استغلال هذه الحالة لسرقة بيانات اعتماد المستخدمين من خلال صفحات ويب مزيفة تزعم أنها تابعة لشركة Deep Seek.

ومن خلال صفحات التسجيل المزيفة هذه، يمكن للمهاجمين جمع عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور من المستخدمين. ويمكن استغلال بيانات الاعتماد هذه للوصول لحسابات المستخدمين، سواء عبر مساعد Deep Seek أو غيره من الخدمات (إذا كانت كلمة المرور مُستخدمة بحسابات متعددة).

بجانب ما سبق، ظهرت العديد من العملات المشفرة الجديدة التي تحاول استغلال الضجة حول Deep Seek، وباتت متاحة للبيع. وبالنظر لعدم ارتباط هذه العملات بالعلامة التجارية لشركة Deep Seek، فقيمتها السوقية تخمينية بشكل كامل.

وتنتشر مخططات الخداع، مثل إنشاء رسائل بريد إلكتروني تصيدية، على نطاق واسع مع نماذج الذكاء الاصطناعي الشائعة. لذا، يجب أن ندرك أن المجرمين السيبرانيين سيسعون حتماً لاستغلال هذه الأدوات لأغراض خبيثة.

توصي كاسبرسكي بالنصائح التالية: 

– تحقق بعناية من عناوين الصفحات التي تطلب بيانات اعتماد الحساب، وإن راودك شك في مصداقية موقع ما، لا تُدخل كلمة المرور.
– تأكد من أن جميع كلمات المرور خاصتك قويةً وفريدةً في صياغتها، ويمكنك الاستعانة بمدير كلمات المرور لإنشائها وتخزينها.
– استخدم المصادقة الثنائية دائماً في حال توافرها.
– استخدم حمايةً موثوقةً للأجهزة، والحواسيب المكتبية، والهاتف لتكون محمياً من فقدان بيانات الاعتماد والبرمجيات الخبيثة.

ماهو Deep Seek ؟  

 

Deep Seek هى شركة ناشئة صينية أسست تطبيق ينافس “تشات جي بي تي”، ويتفوق النموذج الصيني من حيث الكفاءة على جميع منافسيه، خصوصًا بعد أن أصبح التطبيق الأكثر تحميلًا على متجر “آب ستور” في وقت قياسي.

وتم تنزيل تطبيق Deep Seek المجاني للموبايل 1.6 مليون مرة واحتل المرتبة الأولى في متاجر تطبيقات آي فون في أستراليا وكندا والصين وسنغافورة وأمريكا والمملكة المتحدة.

من هو مؤسس التطبيق؟

 

مؤسس التطبيق هو ليانج وينفنج ولد في قوانغدونج عام 1985، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الإلكترونية والمعلوماتية من جامعة تشجيانج.

وأسس Deep Seek برأس مال مسجل يبلغ 10 ملايين يوان فقط (1.4 مليون دولار)، وهو مبلغ زهيد مقارنة ‏بالمليارات التي ‏‏‏استثمرتها شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من القيود التي تمارسها الشركات الأمريكية، إلا أن الشركة القيود نجحت في إحباط كل هذه المحاولات.

مزايا التطبيق

 

يمكن التطبيق المستخدمين من التواصل بعدة لغات، ولكنه أكثر كفاءة في اللغتين الإنجليزية والصينية، بجانب حل مسائل رياضية صعبة، بجانب أنه يمكن تنزيله بشكل مجاني على عكس منافسيه.

كما أنه يحتل مرتبة بين أفضل الأداء على لوحة المتصدرين التابعة لجامعة كاليفورنيا في بيركلي والتي تسمى Chatbot Arena. وهذا يعني أن شيفرة التطبيق متاحة للجميع، ما يسمح لهم بفهم كيفية عمله وتعديله.

ويعتمد Deep seek مثله مثل “شات جي بي تي” على نماذج مدربة على كميات هائلة من بيانات النصوص. وتكمن ميزته الرئيسية في قدرته على فهم وإنشاء محتوى باللغة الصينية واللغات الآسيوية الأخرى.

كما أنه يتميز أيضًا بأمر آخر، وهو أن أحدث إصداراته  Deep seek V3 متاح بالكامل كمصدر مفتوح، مما يشجع على التعاون والابتكار لتطويره، وفق اعدة تقارير.

ويتيح هذا النهج للمطورين تعديل  Deep seek ليتلائم مع استخدامهم الخاص.

ويستطيع Deep seek القيام بالمهام المعتمدة على أوامر نصية، مثل ترجمة النصوص وإنشاء المحتوى من خلال الإجابة على الأسئلة، كما يمكنه أيضًا كتابة التعليمات البرمجية.

وتسعى الصين إلى أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مع استثمارات مخططة بعشرات ‏مليارات الدولارات في هذا المجال على مدى السنوات المقبلة.‏

ينتظر قطاع التكنولوجيا الغربي خسائر كبيرة بعد أن كشف التطبيق الصيني أنه يمكنك صناعة تطبيق يضاهي تلك الغربية بأسعار زهيدة جدًا.

ومن المتوقع أن يصل الإنفاق الرأسمالي لجميع شركات التكنولوجيا الكبرى إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقاً لتقرير صادر عن بلومبرج إنتليجنس.

جرس إنذار

 

وقال دونالد ترامب خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي: “نأمل أن يكون إطلاق ديب سيك  للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز”.

واستطاع تطبيق ديب سيك، بحلول يوم، أن يتصدر قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلا على متجر أبل في الولايات المتحدة، متجاوزا تطبيق “تشات جي بي تي” الأمريكي الشهير.

وأطلق هذا التفوق موجة من التساؤلات حول استثمارات الشركات الأمريكية التي خصصت مليارات الدولارات لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما أثر النجاح السريع للتطبيق على سوق الأسهم، حيث شهدت شركات تكنولوجيا كبرى، بما فيها إنفيديا، انخفاضا في أسهمها. ويعد هذا مؤشرا على القلق المتزايد من قدرة الشركات الصينية على التنافس بفاعلية في قطاع الذكاء الاصطناعي

زر الذهاب إلى الأعلى