“اللايك” بديلًا عن “إزيك”..العلاقات الاجتماعية عبر الإنترنت تواصل أم تباعد؟

كتب: دارة نيوز
لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات نستعملها، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية من التعليم والعمل إلى العلاقات الاجتماعية وحتى المشاعر، فأصبح “اللايك” و”الإيموجي” بديلًا عن كلمة “إزيك؟” الحقيقية.
اليوم، يعيش الإنسان في مجتمع “رقمي” يتنفس الإنترنت ويتفاعل عبر الشاشات أكثر مما يفعل وجهًا لوجه. لكن، هل هذا التطور جعل حياتنا أسهل فعلًا؟ أم أنه خلق نوعًا جديدًا من العزلة الرقمية؟
العلاقات الاجتماعية عبر الإنترنت: تواصل أم تباعد؟
وسائل التواصل الاجتماعي جمعت العالم في شاشة صغيرة، لكنها في الوقت نفسه جعلت كثيرين يشعرون بالوحدة رغم كثرة الاتصالات.
ورغم هذا، تبقى المنصات الرقمية وسيلة مهمة للتعبير عن الذات ولمّ الشمل، خاصة للعائلات المهاجرة أو الأصدقاء في بلاد مختلفة.
الأطفال بين التعليم والشاشات
التكنولوجيا ساعدت في تطوير التعليم عبر الإنترنت، خصوصًا بعد جائحة كورونا، لكنها خلقت تحديًا جديدًا.
فهناك دراسات حديثة تشير إلى أن الطفل المصري يقضي ما بين 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام الهاتف أو التابلت وهو ما يؤثر على التركيز والنوم وحتى التفاعل الاجتماعي.
هل يمكن لآلة أن تفهم مشاعرنا؟
التطبيقات الحديثة مثل “ChatGPT” أو “روبوتات المحادثة” أصبحت قادرة على محاكاة التعاطف والمشاعر، ما جعل البعض يلجأ إليها في لحظات الوحدة.
لكنّ علماء الاجتماع يحذّرون من “الارتباط العاطفي بالتكنولوجيا”، لأنه يغيّر طريقة تفاعل الإنسان مع العالم الواقعي.
الوظائف في المجتمع الرقمي
بينما اختفت بعض الوظائف التقليدية، ظهرت وظائف جديدة لم تكن موجودة قبل عشر سنوات:
_ صانع محتوى رقمي.
– مدير صفحات تواصل.
_ مطور تطبيقات.
-محلل بياناتات.
هذه المهن خلقت فرصًا للشباب، لكنها في المقابل فرضت ضغوطًا نفسية تتعلق بسرعة التطور والمنافسة.
الهوية الرقمية… من نحن على الإنترنت؟
في الماضي، كانت الهوية تُبنى من الأفعال والمواقف الواقعية، أما اليوم فصارت تُقاس بعدد المتابعين ونوعية المنشورات.
هذا التحوّل غيّر مفهوم “الشهرة” و”القبول الاجتماعي”، وخلق جيلاً يرى قيمته فيما يُنشر عنه أكثر مما يعيشه فعلاً.
التكنولوجيا ليست عدوًّا ولا صديقًا… بل أداة.
التكنولوجيا جعلت الحياة أسهل، لكنها أيضًا أعادت تشكيل طبيعة العلاقات والمشاعر والعادات.
فالمجتمع الذكي هو من يتعامل مع التكنولوجيا بوعي يستخدمها ليقترب من الناس لا ليبتعد عنهم، وليبني واقعه بدل أن يعيش في عالم افتراضي بارد.